إن ارتقاء الأمم من ارتقاء شعوبها و ارتقاء الشعوب يكمن في نوعية الفرد المتميز عن غيره حيث يعتبر العلم وسيلة فعالة و فتاكة للنهوض و البلوغ للرقي الفكري و المعنوي لهذا الفرد فكان العلم سببا في بروز أناس عظماء كتبوا أسمائهم من ذهب في المحافل العلمية و أصبح علمهم يذكر في كل المجالس العلمية لعقود و كان للعلم دور فعال في التسابق نحو التطور و الاكتشافات لخدمة الكائن البشري و لإيجاد سبل لكثير من العقبات التي كان العالم يعاني منها في جميع الأصعدة و المجالات و لا يزال العلم واسع و أفاقه لا يمكن تصورها فلقد صنع العلم مفاجئات و عجائب للبشرية و أصبحت مكانته تعلوا القمم فأول ما ينصح به الإنسان هو التعلم و السعي لاكتشاف شئ جديد لأن الكائن البشري قد امن بأن ليس للعلم حدود و أنه كان سببا في تحديد مصير كثير من الشعوب.


كلية علوم الطبيعة و الحياة مجال علمي واسع يدرس مجموعة من الظواهر التي وجدت منذ أن خلق الكون و تسعى إلى تحديد كيفية تطوير و تحديث هذه الظواهر و لهذا العلم خاصية مميزة أنه يجد السبل لجميع الكائنات على وجه الأرض سواء النباتية و الحيوانية و البشرية أيضا و بحثه واسع و غير محدود و يشجع على الحفاظ على البنية الفيزيولوجية للكون و السعي أيضا إلى الحفاظ على كائنات مهددة بالزوال فهذا المجال يحتوي على تخصصات عديدة و من التخصصات الأساسية علم البيولوجيا الذي أثبت جدارته في الساحة العلمية على الصعيد الدولي فقد قدم الكثير للإنسان و النبات و الحيوان و ناهيك عن العلوم الزراعية التي كانت سببا في تطوير الزراعة و تكوين منهجية وأساليب للبلوغ لقوى إنتاجية التي تتنافس الدول عليها و كذلك العلوم البيطرية التي تعتني بعنصر رئيسي لهذا الكون و تسعى للحفاظ على الحيوانات التي هي مصدر غذاء الكائن البشري و تقديم الأفضل له و العناية البيطرية للحيوانات ككل.


إن الواقع الاقتصادي الذي يعيشه العالم عامة و بلادنا خاصة من أزمات و هذا راجع لتمسكنا بجانب واحد من العلم و عدم الموازنة في الموارد و التمسك بثروة واحدة و الاستغناء على باقي الثروات فبلادنا تحتوي على ثروات عديدة و من أهمها الذهب الأخضر أي الزراعة و الفلاحة , و ما يجعل هذه الثروة أكيدة ومضمونة ما تزخر به بلادنا من تنوع بيئي و مناخي و إقليمي للبلاد, و كذلك وجود أحسن وأجود السلالات من مختلف الحيوانات, و هذا ما يجعلنا على الأقل نحقق الاكتفاء الذاتي, و السعي أيضا لاكتساح الأسواق العالمية, و هذا لا يكون إلا بتكوين كفاءات قادرة على رفع التحدي للعبور ببلادنا العزيزة إلى بر الأمان و الارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة.


إن لكلية علوم الطبيعة و الحياة أفاق و نظرة مستقبلية بعيدة المدى, للوصول إلى ما ينفع البلاد و العباد, و تسعى أيضا لتقديم الأفضل و تشجيع القدرات و المجهودات للبحث العلمي, و تسعى إلى فتح مجال التعارف بخلق جو الاحتكاك الفكري بين الباحثين بتنظيم الملتقيات الوطنية و الدولية, و تبادل الخبرات و المعارف بين الجامعات و السعي إلى الأفضل وإعطاء الصورة الحسنة الواجب انتهاجها بالقطاع و فتح أبواب الشراكات و تقديم جميع الإمكانات اللازمة سواء معنوية و مادية على حدا من مخابر و وسائل لتحفيز و تسهيل جميع الأبحاث العلمية و تسطير منهجية البحث العلمي الحديث.


 

عميد كلية علوم الطبيعة و الحياة
الأستاذ الدكتور: ناصري هشام